"تناول أبرز القضايا الحقوقية والإنسانية".. صدور العدد الـ(71) من النسخة الرقمية لـ"جسور بوست"

صدر العدد الـ(71) من النسخة الرقمية لصحيفة "جسور بوست"، المتخصصة في القضايا الحقوقية والإنسانية، الخميس، حيث تناول أبرز الأحداث التي شهدها الأسبوع الماضي في مناطق النزاع وأزمات حقوق الإنسان في العالم، إلى جانب تحليلات حول مسارات الأزمات والحلول الممكنة لها، وجاءت أبرز الموضوعات كالآتي:

العبودية الحديثة في لبنان

استهل العدد الجديد من “جسور بوست” صفحاته بتقرير عن احتلال لبنان المرتبة السادسة عربياً في مؤشر "العبودية الحديثة"، مع تسليط الضوء على قضية العاملة الإثيوبية ميسيريت هايلو التي كشفت انتهاكات نظام الكفالة، الذي يحرم العاملات المنزليات من الحماية القانونية. هايلو عملت 8 سنوات من دون أجر أو إجازات، بعد وعود كاذبة ومصادرة جواز سفرها. القضية، الأولى من نوعها في لبنان، قد تشكل سابقة قانونية وتفتح نقاشاً واسعاً حول إلغاء الكفالة ومحاسبة المسيئين. تهدف الدعوى لإحداث تغيير اجتماعي وقانوني، وحماية حقوق العاملات المهاجرات.

الولايات المتحدة والنووي الإيراني

كما تطرق العدد الجديد إلى ما شهدته السياسات الأمريكية مع البرنامج النووي الإيراني من تحول جذري، من التعاون في خمسينيات القرن الماضي إلى ضربات جوية مباشرة في يونيو 2025 استهدفت ثلاث منشآت نووية، حيث أعلن ترامب تنفيذ الغارات بالتنسيق مع إسرائيل، ما يمثل تصعيدًا خطِرًا وسط توترات إقليمية متفاقمة، فيما يرى محللون أن إيران قد تعود للتفاوض أو ترد عسكريًا عبر حلفائها، لافتين أن الضربة تعد تحولًا استراتيجيًا ورسالة ردع واضحة، لكنها لم تُنهِ مشروع إيران النووي الذي ما زال يمتلك قدرات موزعة. السيناريوهات القادمة تراوح بين التصعيد الواسع أو عودة محتملة لطاولة المفاوضات.

الأمازيغية في المغرب

وتطرق العدد الجديد من النسخة الرقمية لـ "جسور بوست" إلى قضية وحقوق الأمازيغ في المغرب منوهاً في تقرير إلى أنه رغم الاعتراف الدستوري بالأمازيغية لغة رسمية منذ 2011، وصدور القانون التنظيمي في 2019، ينتقد نشطاء ما يعدونه تباطؤًا في التفعيل العملي، حيث يرون الحصيلة لا تتجاوز 10%، بسبب عقلية ممانعة داخل المؤسسات، وضياع 10 سنوات في عهد حكومات العدالة والتنمية، ورغم مبادرات الحكومة الحالية، وتخصيص ميزانية، يبقى التقدم محدودًا، خصوصًا في التعليم والإعلام، لافتين إلى أن النقص الحاد في المدرسين وضعف الحضور الإعلامي يفاقمان التحديات. 

مخلفات الحرب في ليبيا

نوه العدد إلى أنه رغم توقف المعارك في ليبيا، تظل الألغام ومخلفات الحرب تهدد حياة المدنيين، خاصة الأطفال الذين يسقطون ضحايا لها يوميًا، حيث سرد في التقرير قصص مأساوية لأطفال فقدوا أطرافهم أو حياتهم نتيجة انفجارات أجسام غريبة وسط الأحياء والحقول، فيما تؤكد الجهات المختصة أن ليبيا لم تخرج من حالة الطوارئ منذ 2011، بسبب الانتشار الواسع لمخلفات الحرب، وفي السياق يكشف المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام أن مدنًا مثل مزدة وطرابلس ودرنة من بين الأكثر تلوثًا، وفي ظل غياب استراتيجية وطنية شاملة، يبقى العبء الأكبر على عاتق منظمات إنسانية محدودة الإمكانات.

بطرس غالي

خصص العدد الجديد باب شخصيته الإنسانية حول بطرس غالي أول عربي تولّى منصب الأمين العام للأمم المتحدة، حيث بدأ ولايته عام 1992 في فترة مليئة بالأزمات الدولية كأزمة رواندا والبوسنة والصومال، منوهاً أنه رغم تقديمه خطة إصلاح للأمم المتحدة، اصطدم بالولايات المتحدة، التي استخدمت "الفيتو" لمنع تجديد ولايته، كاشفاً أنه قبل الأمم المتحدة، كان شخصية سياسية بارزة في مصر وأستاذًا للقانون الدولي. حاز عدة جوائز وأوسمة دولية تقديرًا لجهوده في السلام وحقوق الإنسان. وتوفي عام 2016 عن عمر 93 عامًا، تاركًا إرثًا دبلوماسيًا لافتًا.

نزوح من طهران وتل أبيب

حول تداعيات الحروب والأزمات في منطقة الشرق الأوسط رصد العدد بوادر أزمة إنسانية جديدة مع تصاعد النزاع العسكري بين إيران وإسرائيل، وهو ما أدى إلى موجات نزوح داخلي واسعة في كلا البلدين، وسط تحذيرات أممية من كارثة لاجئين وشيكة، منوهاً أن التقارير تشير إلى أن أكثر من 400 ألف مدني أُجبروا على مغادرة منازلهم خلال أسابيع، في وقت تواجه فيه الدول المجاورة، مثل تركيا والعراق وباكستان، تحديات اقتصادية وأمنية قد تعوق استقبال مزيد من اللاجئين، كما تزداد المخاوف من أن تتحول أوروبا إلى الملاذ البديل، وسط تصاعد اليمين المتطرف ومعارضة متزايدة للهجرة.

وفي إيران، يواجه ملايين اللاجئين الأفغان خطر المجاعة والترحيل القسري في ظل الانهيار الخدمي، فيما يحذر الخبراء من أن موجة اللجوء المقبلة قد تعيد رسم الخريطة الإقليمية وتفجر أزمات ممتدة داخليًا ودوليًا.

زواج القاصرات في العراق

حول إحدى القضايا الاجتماعية الشائكة في العالم العربي تطرق العدد إلى تزايد حالات زواج القاصرات في العراق، في ظل قوانين وتشريعات تشرع هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الطفولة، كما في حالة ندى، الطفلة ذات الـ14 عاماً التي أُجبرت على الزواج من رجل يكبرها بثلاثة عقود، والتي تعكس قصتها معاناة آلاف الفتيات اللواتي يُحرمن من التعليم والطفولة بسبب الأعراف الاجتماعية والظروف الاقتصادية الهشة.

ونوه العدد بأن القانون العراقي، رغم تحديده سن الزواج بـ18 عاماً، يحتوي ثغرات تسمح بتزويج من هنّ في سن 15 بإذن قضائي، ما فاقم الظاهرة. التعديلات الأخيرة على قانون الأحوال الشخصية، التي تُقرّ تطبيق أحكام طائفية، زادت من هشاشة وضع القاصرات وفتحت الباب لانتهاكات أوسع، مؤكدا أن هذه القضية إلى تحرك عاجل لحماية الطفلات وضمان حقوقهن في التعليم والحياة الكريمة.

النساء الريفيات في تونس

حول حقوق المرأة العاملة، رصد العدد ما تخوضه النساء الريفيات في عمق الحقول التونسية من معركة يومية من أجل البقاء، وسط واقع قاسٍ يفتقر لأبسط شروط الكرامة والأمان، لافتاً إلى أن مأساة العاملات الفلاحيات تتجسد في حوادث النقل العشوائي والظروف المهينة التي يعملن فيها، مؤكدًا أن غياب التغطية الاجتماعية والحماية القانونية يزيد من هشاشة هذه الفئة المنسية، التي تتحمل أعباءً صحية ونفسية جسيمة وتستصرخ ضمير المجتمع لحلول عاجلة تضمن الكرامة والعدالة.

الواقع الاقتصادي بالولايات المتحدة

في الشأن الاقتصادي سلط العدد الضوء على ما تواجهه الولايات المتحدة اليوم من واقع اقتصادي مضطرب يقوّض حلم الوفرة، مع تصاعد التشاؤم الشعبي وتراجع القوة الشرائية بفعل الرسوم الجمركية وارتفاع الأسعار، متناولاً تقرير حديث لوكالة "ترانس يونيون" أظهر أن 27% من الأمريكيين يتوقعون تدهور أوضاعهم المالية، في حين يتهم 65% منهم الرسوم الجمركية بتأزيم معيشتهم.

وأوضح أنه رغم تحسن بعض المؤشرات كالنمو ومعدل التوظيف، فإن الفجوة بين البيانات الرسمية والمعيشة اليومية تتسع، وسط ارتفاع الديون الشخصية إلى مستويات غير مسبوقة، فيما يرى الخبراء أن السياسات الاقتصادية الحالية تُثقل كاهل الأسر، وتُغذي أزمة ثقة متفاقمة. 

وبينما تكافح الحكومة لاحتواء التضخم، يزداد اعتماد الأسر على الاقتراض، ما يُنذر بانفجار مالي داخلي قد يتجاوز أضراره الحروب التجارية ذاتها.

معاناة أسر ضحايا الإعدام

وحول إحدى القضايا الحقوقية الشائكة، أبرز العدد ما عرضه المقرر الأممي موريس تيدبال-بينز أمام مجلس حقوق الإنسان بشأن معاناة أسر ضحايا الإعدام خارج نطاق القانون، مشددًا على أنهم يُعاملون كضحايا منسيين، يتعرضون للتهميش والانتقام، وغالبًا ما يُحرمون من العدالة والمعلومات.

وكشف التقرير أن هذه الأسر تواجه صدمات نفسية مزمنة وتهديدات قد تدفعها للنزوح، في ظل غياب الحماية الكافية من الدولة، كما انتقد تباين الأنظمة القانونية في الاعتراف بحقوق الأسر، خاصة في حالات الوفاة خلال الاحتجاز أو الهجرة أو تطبيق عقوبة الإعدام، ودعا المقرر الخاص إلى الاعتراف الكامل بأسر الضحايا، وضمان حمايتهم وتعويضهم مادياً ومعنوياً.

وتضمن العدد الجديد العديد من القضايا والموضوعات الإنسانية والحقوقية التي يمكنكم الاطلاع عليها من خلال هذا الرابط.